Psychology

لعلّ علم النفس من بين المجالات الأقل تناولاً ودراسة من منظور إسلامي، وكثيراً ما يستند العلماء المسلمون في تناولهم لمجال علم النفس إلى الجانب الروحي، فنجد مثلا بعض العلماء الأوائل يقدّمون بعض الأجوبة تتعلق بالصلاة والصوم وغيرها كوسائل لتحقيق السلام والاستقرار الداخلي من خلال هذه العبادات، إلا أننا حين ندرس ما يقع في البلدان ذات الأغلبية المسلمة أو في الجاليات المسلمة في البلدان غير الإسلامية يتبدى لنا بوضوح أن المشكلات النفسية أعقد مما نتصور وهي مشكلات حقيقية يعاني منها الإنسان، وأن هناك أسئلة ينبغي أن تُطرَح في هذا المجال. ويبدو الأمر أحياناً وكأن المسلمين يتجاهلون الإسهامات العميقة والمعقدة لعلم النفس المعاصر بكل نظرياته ومقارباته، وهي إسهامات من شأنها المساعدة على فهم أفعال البشر وتصرفاتهم وردود أفعالهم.

وفي هذا المجال نطمح أن يضطلع بعض علماء النفس بدراسة وبحث نظريات جديدة لمحاولة اكتساب حس معرفي بخصوص ما يمكن أن يتيحه لنا فهم السلوك البشري من إمكانات في هذا المجال، وكذا لتأسيس نوع من التقارب بين هذا الشأن وبعض المبادئ التي يزخر بها التشريع الإسلامي ومجال الأخلاقيات. وسوف تتيح لنا هذه المنهجية فهماً أفضل من خلال استخدام وتوظيف نظريات علم النفس من جهة، وإعمال مبادئ ومقاصد الإسلام من جهة أخرى. وسوف تترجم هذه المنهجية من خلال بحوث يقوم المركز بإعدادها في إطار ورَش عمل وندوات يتباحث فيها علماء الإسلام حول مختلف القضايا ذات الصلة ويناقشونها مع علماء النفس في محاولة لبلوغ مستوى أفضل من الاستيعاب للنظريات والمقاربات الجديدة، بما يؤدي إلى إيجاد وسيلة وإطار للتقريب بين علم النفس والجانب الروحاني، ليس بوصفهما مجالين متعارضين وإنما بوصفهما مقاربتين متكاملتين وشاملتين للعلوم الإنسانية والالتزام الروحي كذلك.