CILE
CILE in News

افتتحت الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الأحد 15-1-2012 مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق التابع لكلية الدراسات الإسلامية، وذلك في مركز الطلاب في المدينة التعليمية، بحضور الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعدد من كبار العلماء والمفكرين والهيئة الإدارية والتدريسية في كلية الدراسات الإسلامية في قطر.

استيعاب الفكر الإسلامي الوسطي

وألقت الشيخة موزا بنت ناصر كلمة بهذه المناسبة أعربت فيها عن سعادتها بإطلاق مشروع مركز التشريع الإسلامي والأخلاق، معتبرة أن إطلاق مشروع مركز التشريع الإسلامي والأخلاق يأتي في إطار تعزيز بنية كلية الدراسات الإسلامية ومن خلالها مؤسسة قطر “التي أردناها منذ التأسيس وستظل، رافعة للتنمية البشرية للوطن، حاضنة مستنيرة لقيمنا الدينية، والأخلاقية، والاجتماعية، صرحا للفكر العلمي النقدي الحر”.

وأضافت :”كنت ومازلت مقتنعة، خاصة بسبب متغيرات العقد الأخير من هذه الألفية الثالثة، بالحاجة الماسة إلى إنشاء بنية بحثية وبيداغوجية مؤهلة قادرة على استيعاب منظومة قيم الفكر الإسلامي الوسطي وتقديمها لنا كمسلمين وأيضا للآخر برؤية تجديدية ومقاربة منهجية كفيلتين بتبديد مظاهر سوء الفهم والمغالاة وما يترتب عنهما من بناء لصور نمطية وأحكام مسبقة منافية لمقتضيات الحوار الجدي والبناء”.

ورأت الشيخة موزا بنت ناصر أن افتتاح هذا المركز يأتي بالتزامن مع اكتمال شروط نضج تلك البنية لـ”تصبح حاجة أكثر إلحاحا وضرورة ليس فحسب بسبب الطفرة المعرفية والمعلوماتية الهائلة التي علينا أن ننخرط فيها، وإنما أساسا بسبب التحولات الكبرى التي شهدتها منطقتنا العربية مؤخرا، والتي تبشر ببزوغ عهد جديد بمفاهيم ومنطلقات وأيضا بتحديات لم يكن لدى كثير من محللي التوقعات تصور إمكانية حدوثها”.

إحياء علوم ديننا

ولفتت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع إلى أن:”تلك التحولات التي ساهمت في بلورتها والبناء على نتائجها قيم الإسلام جنبا إلى جنب القيم الوضعية الأخرى في تناغم، فرض على الكثيرين مراجعة مجموعة من الأحكام والمواقف بخصوص العدالة والحق والمساواة والكرامة باعتبارها قيما إنسانية لا تختص بملة ولا أمة”، مؤكدة أنه :”أمام هذه التحولات أضحى من مسؤوليتنا الجماعية العمل على إحياء علوم ديننا”.

وأضافت:”أنا هنا أستعير مقاربة أبي حامد الغزالي للتقريب بين الملل والمذاهب لأجل إصلاح المجتمع، لكن مع وضع تلك المقاربة في السياق المعاصر المناسب. من هنا فإن رسالة هذا المركز يجب أن تكون ذات حمولة معرفية تقوم على أساس تحيين القيم والمبادئ الأصيلة وإمدادها بالأدوات المنهجية لجعلها جزءا لا يتجزأ من الاستجابة لمتطلبات بناء إنسان يعي دوره في صناعة التغيير”.

وعبرت الشيخة موزا بنت ناصر عن اعتقادها بأن هذه الغاية يجب أن تكون في صلب مسؤولية الفريق الأكاديمي الذي ستناط به المهمة التربوية لهذا المركز، قائلة:” أتطلع إلى مجموعة عمل غير منغلقة في خلوة فكرية لا يتعدى تأثيرها حدود المركز الذي تنتمي إليه، مجموعة عمل لا تجعل من مبدأ التخصص ذريعة لعدم الانفتاح على الملفات التي هي في صلب مشاغل تنمية الإنسان حقوقيا، طبيا، اقتصاديا، اجتماعيا وبيئيا. بل على تلك المجموعة أن تحرص على مد جسور التعاون والتفاهم والتكامل مع كافة التخصصات لأجل وضع أطر أخلاقية إسلامية لها، وهذا ما يقتضي التحلي بكثير من الابتكار والإبداع والتواضع والجرأة، وتلكم رسالة المسلمين كافة التي تعلي من شأن العقل وواجب إعماله”.

ويسعى المركز للإسهام في تجديد الفكر الإسلامي في مجال الأخلاق ليقدم قراءة معاصرة تجعل من ثوابت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أرضية تنطلق منها، ومن مقاصد الشريعة الإسلامية نبراساً تهتدي به. ولا يهدف المركز لتطوير أطر نظرية لدراسة الأخلاق فحسب، وإنما يسعى لتقديم حلول عملية قابلة للتطبيق.