د. جويده غانم

المنظور الإمبريالي للعلوم البيئية

(من انعدام السؤال الأخلاقي إلى انبثاق الساخرية التاريخية البيئية)

جويده غانم*

[تم تقديم هذه الورقة في المؤتمر الدولي السابع لمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق - 23 مارس 2019]

 

يقول مونتسكيو:"إن إمبراطورية المناخ هي الأولى والأقوى بين كل الإمبراطوريات".

 

مقدمة

  الحديث عن تغيير المناخات وارتحالها يكشف نقاطا مهمة في التطورات التي أعقبت الحملات الاستعمارية وسياقاتها الثقافية المتعلقة أساسا بالبنية التاريخية لنظرية المعرفة الامبريالية، التي أسست لنظريات الاحتواء والتمركز عبر استغلال العلوم في مشاريعها الاستيطانية، حيث أصبح جوهر الهيمنة متعلق بنوع السياسة المعرفية التي تبنتها مشاريع الاحتلال والاستيطان. في خلق مناخ يساعدها في توطين إمبراطوريتها العظمى،

قد كان للمستوطنبن المحتلين مجالات معرفية واسعة، لخلق بيئة تساعدهم على اندماج مع البيئة الجديدة من خلال منافذ المعرفة العلمية الرسمية للأجواء الاستعمارية ،مع التركيز على العمل الذي يدرس كيفية معرفة المستعمرين بالطقس والمناخ واستخدامه في إدارة وسكن الفضاءات المحتلة.ليصبح العلم مجالا تاريخيا للتفاوض الأكبر مع التحدي الاستعماري وبرامجه الرأسمالية، التي أعطت للتراكم الاقتصادي بعدا ايكولوجيا عميقا في تطور كل من الإنتاج والتقنية، والبحث عن الثروة، وإعادة توزيعها مجالا استثماريا، ما أدى إلى ظهور عوالم أكثر ليبرالية للطبيعة والتاريخ الطبيعي النقي، وأصبح الطقس والهواء والفضاء والأرض هي المختبرات الرئيسة لعلم الإمبراطورية.  

ولتفرض حتمية مناخية شكلت صورة الإنسان و صحته ،كما صنعت السياسات والأيديولوجيات وجهزت الجيوش وأعلنت الحروب ،وافترضت واقعا مناخيا معقدا أجبرت العالم الثالث بتحمل مسؤولية أعباءه ، باستيراد التكنولوجيا وعلوم ومعارف النظام الرأسمالي، حتى تبقى هذه العوالم في تبعية مزدوجة تحملها دفع الضريبة العامة لبيئتنا الكبرى ،يبدو أن مسرد اللحظة الكولونيالية  اليوم، ومشاكل التلوث في الأرض والفضاء يعيد لنا المناقشات نفسها  بنفس الشروط والظروف التي أعقبتها الفترة التاريخية الأولى من الاستيطان  و أولى علومه  الاستعمارية، ليتجدد الحديث في هذه اللحظات حول التحدي الذي تفرضه اتفاقيات المناخ الدولية وسياسات العالم الدولي في زيها ما بعد الحداثي المتعجرف .

  • كيف طرحت العلوم الاستعمارية سيطرتها على العالم وإلى أين اتجهت ايديولوجياتها في خلق المناخات المناسبة لمستوطنيها؟
  • إلى أين تؤول مصائر البيئة في ظل تطور العلوم واستغلالها لصالح السيطرة والحرب وإقامة الإمبراطوريات العظمى في السماء والأرض؟
  • ما الجدوى من السياسات البيئية المتدفقة التي يراهن عليها العالم الغربي في تحسين وجه البيئة من الاقتصاد الرأسمالي المتوحش؟ وهل بإمكان البيئة ان تعدل في مساحاتها بناء على نظريات الغرب الساخرية؟

 

الجغرافيا الاستباقية ونظريات التأقلم

لم تنفصل اكتشافات الجغرافيا عن الرغبة القصوى في احتلال العالم من طرف الامبرياليات الكبرى، وكان لهذا التطور في الإدراك الجغرافي الأثر المعرفي والاقتصادي والتاريخي للتحكم في العوالم، وارتهنت الطبيعة والإنسان إلى إعادة الأقلمة بتوسيع الحدود أو تضييقها أو بفرض أجواء بيئية معينة شبيهة ببيئات المعمرين للبقاء والتجذر بمختلف عناوينه الكبرى، حيث أن (العالم الثالث) تم إنشاؤه من قبل الاستراتيجيات الإمبريالية التي حولت الجفاف عمدا إلى مجاعة. كما أن عدد القتلى وصل إلى عشرات الملايين  باعتبار أن المجاعات السائدة كانت ذو هندسة اجتماعية فائقة[1].

أشار إدوار سعيد أن هذا النسق من الأقطار الخاضعة، أسس ما هو اليوم في واقع الأمر عالما كونيا تماما، فقد ربطت وسائل الاتصال الالكترونية والمدى الكوني للتجارة والتوفر المبهر للموارد والأسفار والمعلومات عن أنساق الأحوال الجوية والتغيير البيئي. [2]

لترتبط الإمبريالية بالبيئة، ولتصبح الإمبريالية البيئية كوصف لأشكال التغير المادي، التي طرأت على بيئات المجتمعات المستعمرة خلال الاحتلال الكولونيا لي، وفقا لهذا السياق لم تغير الامبريالية الهياكل الثقافية والسياسية والاجتماعية وحسب للمجتمعات المستعمرة، لكنها خربت ودمرت البيئات وأشكال التعايش التقليدية فيها. وقد ساق آلفرد كروسبي Alfred Crosby))حجة مقنعة بشأن نجاح الامبريالية الأوروبية بوصفها متعلقة بعنصر بيولوجي وبيئي، فالأمراض الأوروبية نقلت بعمد إلى  أجزاء أخرى من المعمورة حيث أهلكت قسما كبيرا من السكان الأصليين وبالتالي سهلت الغزو العسكري والتكنولوجي الأوروبي.[3]

 هذا المنحى في الدراسة يبين كيف أن الأفكار المتعلقة بالطقس والمناخ شاركت في أولى اللحظات الاستعمارية، وقد علل صاحب كتاب الامبريالية الخضراء هذا الأمر "بأن التطور الفكري للوعي البيئي العالمي الذي ظهر في سياق التوسع الاستعماري الأوروبي بين 1660 ويمكن الآن ملاحظة نوع جديد من الوعي نشأ فعليًا في وقت واحد مع التجارة وتوسع القوى البحرية الهولندية والإنجليزية والفرنسية. وقد تميزت بتطور فكري متصل ومتماسك للأفكار، التي كان لها جذور معقدة ومعقولة حتى الآن في لقاءات مجموعة كاملة من الابتكارات، ذات العواقب البيئية الوخيمة للحكم الاستعماري والتغلغل الرأسمالي. "[4]  

يبدو أن الإيكولوجية[5] والإمبراطورية  كان لهما أيضًا علاقة حقيقية. لقد أقاموا شراكة تاريخية بقوة عظمى وهي شراكة غيرت تاريخ الطبيعة البشرية بشكل جذري في جميع أنحاء العالم، سيما في آخر مائة عام."[6] يشهد هذا الإشكال بصفته التاريخية إلى معرفة طبيعة الخطاب الكولونيالي وفهم العلاقات الإيديولوجية المتضمنة في نظرياته التوسعية والمعرفية، كما تؤول الدراسة إلى تفكيك البنية السردية لتلك النوايا المضمرة في التطور الرأسمالي، والبحث عن أراضي قصية لتنظيم حشود الشعوب، وخلق التضاريس التي يتحرك عليها الامبرياليون. ويمكن دراسة النظرية الامبريالية الايكولوجية من خلال المعطيات الخاصة في هذه في القراءة باعتبارها:

- وصف أكثر دقة لأصول البيئة التي ظهرت في المستعمرات وليس في المركز الامبراطوري.

- فهم تراث الاستعمار وكيف أنها تواصل تشكيل التحديات البيئية المعاصرة.من خلال النظر إلى التشابكات في علم المناخ العنصري والطبيعيين، ومعرفة ما كتبه مؤرخو العلوم حول كيفية تشكل الاهتمام بالمناخ الاستعماري و تفكيك البنى التحتية الناشئة من أجل صنع المعرفة المناخية.[7]

- إلقاء نظرة ثاقبة على العمليات العامة للإمبريالية التي قد تعمل من خلالها البيئة الامبريالية اليوم.

- محولة لفهم أعمق للأزمة البيئية المعاصرة وكيف يمكن التغلب عليها.[8]

 نشأت لإمبريالية الإيكولوجية جزئياً من سوء فهم للطبيعة المتغايرة والمتناقضة لأعمال الدولة الاستعمارية المبكرة. معتمدة على الأجندات الراديكالية للوبي العلمي المعاصر الذي عزز من تواجد طويل الأمد للحكم الاستعماري. على الرغم من أن المشروع الاستعماري عزز دون شك التغير الإيكولوجي واسع النطاق في بعض الفترات ، فقد ساعد أيضًا في خلق سياق يفضي إلى تفكير تحليلي حول العمليات الفعلية للتغير البيئي، وكذلك التفكير في إمكانات أشكال جديدة من للسيطرة على الأرض، ومن المفارقات أيضا ، هو أن الدولة الاستعمارية  تحاول أن تفرض دورها الريادي المزعوم  في مجال المحافظة على البيئة.[9]

كان التدخل الاستعماري مفجعا في مستعمراتها حيث اجتثت موضعيات العيش الضرورية واللازمة للسكان الأصليين وحولت بيئتهم إلى مساحة مادية للتجارب المفترضة على الإنسان والحيوان والنبات وكان لهذا التوسع الآثار السلبية التي تفوقت فيها الإدارة الاستعمارية بسياسيها وعلماءها، ويشير قروف إلى "أن السياسات الاستعمارية البيئية نشأت بين 1650 و 1850، كانت نتاج توترات شديدة التنظيم بين المحيط الاستعماري والمركز الحضري، وبين الحالة الاستعمارية غير الآمنة والبيئية المناخية، ولإدراك التناقضات التي نشأت على هذا النحو، يحتاج المرء إلى إعادة النظر في طبيعة الدولة الاستعمارية المبكرة وعلاقتها بالعلوم."[10]

أعطى صعود النظريات المناخية دفعة جديدة لسلامة الطبيعة، وكثيراً ما كان ذلك كجزء من أجندة ناشئة للإصلاح الاجتماعي، خاصة بين علماء الزراعة والفيزيوقراطيين في نظرية التنوير. فضلاً عن الجذور الراديكالية والإصلاحية التي لا يمكن إنكارها لبيئة القرن الثامن عشر، في كل من مظاهرها الحضرية والاستعمارية ، بدلا من ذلك، افترض بعض المؤرخين أن التجربة الاستعمارية لم تكن فقط مدمرة للغاية من الناحية البيئية ، لكن تدميرها كان له جذور في مواقف امبريالية إيديولوجيًا اتجاه البيئة خاصةً أن الأدلة تشير إلى أن اختراق القوى الاقتصادية الغربية الذي سهّله الضم الاستعماري  ،أدى بالفعل إلى تعزيز التحول البيئي السريع في أجزاء كثيرة من العالم.[11]

فكيف توزعت نظرية المعرفة الامبريالية على المجال البيئي؟

وكيف أسهمت في تغيير المواقع وإعادة هيكلها في إطار نفوذ الرأسمالية المتوحشة؟

 

  1. المناخ والزراعة في التوسع الامبريالي

ارتبط التوسع الاستعماري ارتباطًا وثيقًا بنقل النباتات وتأقلمها ،وكانت هذه التحويلات مصحوبة دائمًا بأفكار دائرية ومعرفة وتقنيات علمية  منذ نهاية القرن الثامن عشر "إن التوسع الأوروبي المبكر، رافقه الانتشار العالمي للنباتات والآفات والحيوانات الأوروآسيوية"[12] على سبيل المثال، حدثت ابتكارات مهمة في الزراعة الاستعمارية وشبكة جديدة من النباتات ففي كتاب and Food Production ، Energy يدرس جيرالد ليتش ((Gerald Leach متطلبات الإنتاج الغذائي في المجتمعات التي تتراوح بين الدول الصناعية الأكثر بدائية إلى الدول الصناعية الرأسمالية الحديثة. ويكشف ليتش عن بعض سخافات نظام الإنتاج الغذائي في بريطانيا. ووجد أن تطبيق العلم لا يزيد إنتاج الغذاء لكل فدان، على الرغم من أنه يزيد الإنتاجية لكل رجل باستخدام الآلات الزراعية والأسمدة الكيماوية والمبيدات. إنها مضيعة للطاقة في شكل من أشكال الوقود الأحفوري (يستخدم في المواد الخام للأسمدة والمبيدات الحشرية كوقود للآلات الزراعية)،إذا كانت بلدان العالم الثالث تستخدم الممارسات الزراعية العلمية القائمة على استخدام  هذا النوع من الأسمدة.[13]

أكد كروسبي أن أهم المحاصيل والماشية التي أخلت لهذه المناطق لم تدعم الجيوش الغازية والسكان الاستعماريين فحسب بل غيرت جذريا فيما أطلق عليه كروسبي اسم (الأوربات المستحدثة) بطرق جلبت الأضرار للسكان المحليين،وأبادت المواطن الأصلية للنباتات وعالم الأحياء، التي تعتد عليها ثقافتهم،وسريعا أصبحت تلك الأوربات قائمة في المناطق المعتدلة بشكل رسمي، مثل كندا والأرجنتين نيوزلندا والولايات المتحدة ،والتي تقارب مناخها مناخ أوروبا بدرجة أساس.[14]

  يشير أحمد هني من خلال كتابه (   Economie de l’Algérie coloniale 1830)  إلى أن الفلاحة  في الفترة الاستعمارية في الجزائر قد أظهرت أن زراعة كروم العنب التي لم تكن موجودة قبل 1830م، كان موضعها في الأرض الجزائرية خطا موجها للاستعمار الاقتصادي، فبعد أن دمرت حشرة الفيلوكسيرا[15] المزارع والحقول الفرنسية،شهدنا تدافعا أوروبيا كبيرا نحو الأراضي الزراعية الجزائرية لاستغلالها في زراعة الكروم،فقدوم الكرمة الفرنسية قد غير الجزائر ماديا، وغيرت خصائص التربة والزراعات، والحصيلة كانت اختلالات كبيرة في التوازنات البيئية الفلاحية الكبرى والغذائية.[16]

 يرى غروف لابد من إعادة النظر بشكل كامل في الافتراضات المتعلقة بالأصول الفلسفية والجغرافية للشواغل البيئية الحالية. أصبح من الواضح الآن أن البيئة الحديثة، بدلاً من كونها حصراً نتاجاً للمآزق والفلسفات الأوروبية والأمريكية الشمالية، ظهرت كاستجابة مباشرة للظروف الاجتماعية والإيكولوجية المدمرة للحكم الاستعماري. تأثر مؤيدوها الاستعماريين ونصوصهم بعمق من الوعي الأوروبي المتنامي بالعمليات الطبيعية في المناطق المدارية، والوعي المميز لنظريات الطبيعة غير الأوروبية.[17]

 

  1. امبريالية الفضاء

 أخذ جدول الأعمال الاستعماري لأبحاث الفضاء يدعو إلى استخدام نظرية ما بعد الاستعمار. على الرغم من أنها ليست رواية في مجالات أخرى من البحث التاريخي، إن تحليل ما بعد الاستعمار لم يطبق بصفة رسمية بعد على تاريخ البيئة. ففي البداية تم تجاهل الارتباط بين الاستعمار البيئي للفضاء الخارجي والفضائي الأرضي إلى حد كبير. كما لم تحظ التحليلات التاريخية القليلة لبيئة الفضاء الموجودة اهتمامًا كبيرًا بأهميتها من قبل علماء البيئة الأرضية. لقد أكد العلماء حقًا على أهمية النمذجة المغلقة للنظم الإيكولوجية، ولكن لم تضع هذه المنهجية في سياق الاستعمار البيئي للفضاء. حيث أن المدافعين عن المنظور الإيكولوجي في المريخ، سعوا إلى إنشاء ما وصفه أحد المدافعين بأنه "حضارة بيولوجية جديدة" على حساب التراث الإنساني، الذي يؤكد أن كل الإنسان له جوهره الخاص.[18]

كان علماء البيئة الرائدون في السبعينات يدرسون كيفية بناء المستعمرات على سطح المريخ، وكيف كان هذا البحث ذو صلة بفهم النظام البيئي على الأرض. في عام 1975، نصح إدوارد ويلسونEdward Wilson) ) أحد القراء، بقسم علم الاجتماع الاجتماعي الخاص به ، على أن ينظر إلى الحياة على الأرض على أنها "عوالم  الحيوات المريخية المدركة". [19]

كان استخدام المصطلحات الاستعمارية متعمداً ومتماشياً مع التقاليد الإمبريالية التي ظهرت منها البيئة كعلم. ووفقاً لستيوارت براند (Stewart Brand)، المدافع الرئيسي عن استعمار الفضاء، فإنه يقر بمصطلح (مستعمرة الفضاء) (بدلاً من التسوية الفضائية)، فعندما أصبحت المستعمرات الفضائية نموذجًا لسباق الأرض، أصبح جميع البشر سكانًا محليين مستعمرين بالبيئة المنطقية المراد موضعتها، حيث غزا الفضاء الاجتماعي والسياسي والأخلاقي والتاريخي من قبل العلوم الإيكولوجية، التي هدفت إلى إعادة ترتيب البيئات البشرية، لتجهيز المثل الإدارية لحياة رائد الفضاء في مستعمرة الفضاء.[20]

اعتقدت الأغلبية الساحقة أن المستعمرات الفضائية يمكن أن توفر بيئات تعمل بشكل جيد لرواد الفضاء الذين يسعون إلى دفع التوسع التطوري البشري إلى مناطق جديدة، والحديث عن قصص تدمير ونهاية العالم الذرية المحتملة على الأرض. جاءت مستعمرات الفضاء لتمثل إدارة عقلانية ومنظّمة وحكيمة، على النقيض من الأرض غير المنطقية وغير المنظمة والمسيئة. قام بعضهم ببناء المحيط الحيوي في ولاية أريزونا للإعداد لاستعمار المريخ ولإعداد نموذج لكيفية تنظيم الحياة على الأرض. جادلت الأقلية المتشككة بأن استعمار الفضاء كان غير قابل للتحقيق وأنه تصرف غير أخلاقي ، ومع ذلك اعتمد المصطلحات الخاصة ، والتكنولوجيا ، ومنهجيات من أبحاث الفضاء في جهودها الرامية إلى إعادة تشكيل المصفوفة الاجتماعية والإيكولوجية على متن سفينة الفضاء الأرضية.[21]

من هذا المنطلق في توسيع الدائرة المعرفية والبحثية للعلوم، سعت الامبرياليات إلى توظيفها بالشكل الذي يفتح المعاينة الحقيقة والدقيقة لكل الأهداف المرسومة، فكان لإستراتيجية علم الفضاء أن أعطى مفهوما راهنيا لتطور الامبريالية القصوى التي أهلكت الأرض وهي الآن في صعود ترندستالي لاحتلاله.[22]

 

  1. الأرصاد الجوية

بحلول ستينيات القرن التاسع عشر، كانت جميع الحكومات الاستعمارية الأسترالية تتمتع بشكل من أشكال الأرصاد الجوية المؤسسية، وكان صعود التلغراف متعلق بالمناخات الإقليمية التي أخذت أشكالًا مجردة من خلال خرائط الأيسوبار والتقييمات الإحصائية. وبذلك، أجاب خبراء الأرصاد الجوية على دعوات الاستعمار والعلوم الحديثة لمعرفة وتصنيف البيئات التي تسيطر عليها، وأظهر كيف أن التوسع الإمبراطوري لليابان في أواخر القرن التاسع عشر ،والذي تم تنفيذه تحت عنوان الاستعمار العلمي، كان مصحوبًا بتوسع سريع لمراصد الأرصاد الجوية وإضفاء الطابع المؤسسي على العلوم في الجامعات الإمبراطورية.[23]

 وجدير بالإشارة أيضاً أنه في 14 مارس 1853، كتب مدير الشؤون الحربية الفرنسية في الجزائر إلى زميله في البحرية، يخبره أنه في الجزائر، وتم إجراء ملاحظات بمواد قدمها للوزارة، ولكنها تفتقر إلى الانتظام والاتساق. ومع ذلك، كان هناك لسنوات عديدة، في مستعمراتنا المختلفة، المراصد الجوية الصغيرة المرفقة بالمستشفيات العسكرية، تظهر لنا هذه الخدمة، وفقًا للمعلومات التي قدمتها (Revue Coloniale) والتي تمت إعادة تنظيمها في عام 1851. ونتيجة لذلك طلبت مساعدة وزارة النقل البحري لإنشاء دائرة  للأرصاد الجوية في الجزائر لرصد العلاقات  المفترضة  بين المناخ  والصحة و المكان.[24]

على الرغم من أهمية صناعة المعرفة الرسمية للأرصاد الجوية، فإن الحياة الاستعمارية غالباً ما كانت تتشكل بشكل أساسي من خلال معرفة مناخية أكثر. غالبًا ما كانت المناطق الجغرافية المتخيلة للفضاء الإمبراطوري ومناخاتها متعارضة مع الواقع والخبرة المعيشية، على سبيل المثال، سلط البيئيون ضوءًا جديدًا على توقعات التطلعات الاستعمارية غالبًا ما اختلفت المناخات فيها بشكل جذري، احتملت أن تكون أميركا هي كنعان الانجليزية الجديدة، باعتبارها على أن تكون )أميركا الجديدة( القائمة على مناخ مماثل، ضد الإدراك البطيء لخصائص الأرصاد الجوية المختلفة تمامًا.

فهل يتعاون المجتمع الدولي على رسم خارطة جديدة للحفاظ على المناخ واستراتيجيته الكونية المعاصرة؟ أم أن طابع المصالح المادية والاقتصادية يضع العالم في مفترق الكوارث المقبلة، والتي نجهل صيغتها الحقيقية والفائقة مستقبلا في عوالم تعج بالحروب الدائمة؟

 

الافتراضات الأخلاقية الوهمية لخطاب العدالة البيئية في الكولونيالية الراهنة

 يبدو أن مصطلح العدالة البيئية  والعدالة المناخية، يحملان من التناقض ما لا يمكن تأسيسه نظرية وتطبيقا ،يغدو الأمر في شكله  الحسي أكثر التماسا مع قضايا الإنسان والمكان والزمان والجغرافيا،ولكنه يمتد في لعبة تأويلية قذرة أبطالها  الرأسماليون القدامى والجدد[25]  الذين  غيروا من استراتيجية البيئة الكبرى وجعلها حيزا للامتلاك والصراع والتحكم والنفوذ  و "لطالما كانت الأفكار حول العدالة بشكل أو بآخر سمة من سمات السياسة الدولية. نظرة عالمية للعدالة والسلام، هي في صميم النظرية المثالية وإنشاء مؤسسات دولية رئيسة مثل: الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية كما أن السعي إلى تحقيق العدالة يدعم الكثير من حركات مكافحة العبودية والاستعمار المناهضة للفصل العنصري الذي شهده التاريخ في القرنين التاسع عشر والعشرين على التوالي، لكن، إلى حد كبير، كانت هذه المخاوف غارقة في الحربين العالميتين وهيمنة الواقعية التي تؤكد على القوة والمصلحة الذاتية النسبية كمبادئ أساسية في النظام الدولي."[26]

تطرح المسألة البيئية وعلاقاتها بالأخلاق إمكانات متوالية في فهم حقيقة الاعتراف وجدواه في السياسة الدولية المعاصرة، ومسؤولية الغرب الصناعي في الاستغلال اللاعقلاني للموارد والطبيعة والإنسان، ما آل إلى خلق فضاء مناقض تماما لجغرافيته ومناخه، إن مسؤولية الغرب في هذا الاتجاه البيئي قد فتح على العالم التابع أو الهامش مدلول لأخلاق بيئية مفتقرة تجرنا إلى تحيين السؤال مهم وهو: ما هي المسببات الهيكلية لتغير المناخ؟ وكيف يجب أن يكون شكل النظام الجديد في وضعه ما بعد كولونيالي؟ هل يمكن إصلاح أنظمتنا السياسية والاقتصادية الحالية وتعديلها للتكيف؟ هل ستبقى الرأسمالية مستمرة  في إنتاج بيئة برغماتية خاصة بمسوداتها التراكمية في ظل المشكل الكبرى التي يواجهها العالم  في تغيير المناخ؟[27]

 

  • ايكولوجيا ما بعد الكولونيالية

انتهى الاستعمار  القديم بعدما اكتسبت المقاومة زخما كبيرا من مواقف حركات التحرر في جميع أنحاء العالم.لتبدأ مرحلة جديدة من الاستعمار الجديد الذي رعته نفس الدول المستعمرة ، وأصبح تدخلها في وضعية ما بعد الاستعمار القديم، فرصة سانحة لخلق بيئة جديدة من جميع النواحي، للتتلبس هذه الوضعية الاستعمارية  في ثوبها التنموي والثقافي والاقتصادي والسياسي والبيئي،قد أشارت آنيا لومبا Ania loomb) ( إلى حديثها عن التاريخ الطبيعي الذي ولد نظاما طبيعيا جديدا ما يلي: "جاء العلم للتعبير عن اصطدام أوروبا بالحدود الإمبراطورية...وظهور التاريخ الطبيعي بوصفه نية معرفية ضمن الوعي الكوني الجديد."[28]

 بدأت القوى العظمى الجديدة كالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والاتحاد السوفييتي بالتدخل في بلدان ما بعد الاستعمار، وحلت مجموعة من الطغاة والمستبدين المحليين محل القوى الاستعمارية، كانت أسوأ من أسلافهم، وعدت أعظم صوت مناهض للاستعمار الإمبراطوري، اعتمدت الحكومات ما بعد الاستعمار ببساطة أفكار وممارسات ومؤسسات القوى الاستعمارية. ربما تكون المشاكل البيئية المعاصرة فرصة للعالم لمواجهة الإمبريالية مرة أخرى، ولكن هذه المرة بفهم أكثر تعقيداً للحرية وما يتطلبه الأمر لتحقيقه عبر وسائل وأهداف متشابكة.[29]

 

كما نشط نظام الاستثمار والرأسمال في مرحلة ما بعد الكولونيالية، وأصبحت تنشد لعبة التنمية المستدامة[30] والرشادة البيئية أو الحوكمة البيئية [31]في نيوليبرالية موسعة يفرضها نموذج التعليم الرأسمالي البرغماتي الذي يدعم نظامًا اقتصاديًا نيوليبراليًا، يتميّز بأمور أخرى من خلال استخراج الموارد الرأسمالية وعدم مواجهة قضايا التلوث والاستخفاف بعواقبه،أدى إلى نتائج كارثية للشعوب المهمشة تاريخيا والمجتمعات والبيئة الطبيعية، تحت ستار الحياد ،حيث يثبت التعليم النفعي عمومًا المعرفة التي تساعد الرأسمالي التوسع والاستهلاك، وترفض معالجة عدم التوازن بين السوق الاجتماعي والاحتياجات الإيكولوجية. ولهذه الأسباب، هدف المكون البيئي إلى "توليد دعم نشط لحماية البيئة وتحقيق توازن أكثر استدامة بين النشاط البشري والبيئة الطبيعية من خلال استخدام أساليب تعليمية تربوية حرجة."[32]

يرى ريتشارد غروف في عام 1990 ازدهرت التدخلات الإيكولوجية، ولا يوجد حتى الآن فهم عام لكيفية مساهمة هذه الدراسة في تصوراتنا عن الاستعمار، أو كيف تتلاءم دراسة الاستعمار وما بعد الكولونيالية مع الأدبيات المتعلقة بالتاريخ البيئي.  وقد فسح المجال بعقد مؤتمر (الاستعمار - ما بعد الاستعمار - والبيئة) من أجل تقييم حالة المنح الدراسية في هذا المجال، لفحص ما هي مساهمات هذه المنحة، وتقييم ما تقدمه من إمكانات. كان القصد من المؤتمر هو فهم الاستعمار وما بعد الكولونيالية كظاهرة عالمية، ولفحص كيفية تصرف إيديولوجية واحدة في بيئات مختلفة وداخلها، وملاحظة كيف تحولت هذه الأيديولوجية البيئية إلى نوع من التسييس للإدارة الاستعمارية.[33]

إن إدارة الاستعمارية وما بعد الكولونيالية تحكمت في البنى المادية للبيئات، وأدركت التغيرات المأساوية التي تحدث في كثير من الأحيان في المناظر الطبيعية والمناطق المحيطة المباشرة والمواجهات والنزاعات الثقافية حول القضايا البيئية بين المستعمرين أو البيروقراطية بعد الكولونيالية والسكان المستعمرين ؛ والتطورات في التخصصات العلمية المرتبطة بالبيئة (مثل الجيولوجيا) وتداول هذه الممارسات بين المراكز الاستعمارية و أطرافها.[34]

قدم عدد من المؤلفين مؤخراً بمسح للقيمة التي سيتم اكتسابها من أجل الدراسات المعاصرة لتغير المناخ، والاستجابات المجتمعية للتقلبية المناخية، من المناخات الماضية، حيث تكون المعلومات مستقاة من السجلات الاستعمارية، واليوميات، وسجلات السفن، والسجلات التبشيرية، وما إلى ذلك. وقد بدأ آخرون دراسة تأثير العوامل المناخية على الحياة الاستعمارية والسياسة، مثل الافتراض الروابط بين المناخ والعنف ومع ذلك، فبالإضافة إلى إعادة بناء هذه المواد لتقلب المناخ وتأثيراته، من الأهمية بمكان أن نأخذ في الاعتبار التغيرات التاريخية في مفاهيم المناخ نفسه، وتأثيراتها على سلوك الاستعمار.[35]

إن مصطلح (postcolonial) يشير إلى حالة تميزت بآثار الاستعمار والاستعمار الجديد، والأشكال المختلفة للمقاومة ضدهم في حقبة ما بعد الاستعمار، من الأمور المركزية في التنظير ما بعد الاستعماري هو التورط مع الموروث الاستعماري الذي يحاكي ويولد عدم المساواة القديمة. كان أحد الإسهامات الرئيسية فيما بعد الاستعمار، هو تحدي التمثيل الثنائي الاستعماري للعالم الثالث أو دول الشمال والجنوب، بسبب قبولهم الضمني للاستثنائيات المتعالية في التفوق الغربي، وكان هناك مساهمة أخرى تتمثل في نقد النظريات الغربية للتطور الحداثي على أنها مجرد أجهزة نيو استعمارية ونيوليبرالية. وفي الآونة الأخيرة، حث بعض الجغرافيين ما بعد الكولونيالية باهتمام أكبر للرأسمالية العالمية.[36]

إذا كان أحد أهداف نقد ما بعد الكولونيالية هو الكشف عن تواطؤ إنتاج المعرفة الغربية بالقوة الغربية، فإن المطالبة من قبل أحد الباحثين الشماليين على سبيل المثال أن "الجغرافيا السياسية الحاسمة هي التي ترفض المكان الطوبوغرافي للعالم الأول والعالم الثالث، للشمال والجنوب التي كررها مؤخراً أكاديمي شمالي آخر في سياق الجغرافيا السياسية المناخية، يجب أن يتم فحصها أيضاً. هنا، تبدو المعرفة الغربية متواطئة بالفعل في الحفاظ على الوضع الراهن من (سياسات الانتساب) إلى (سياسة التوزيع) من أجل تحدي الفوارق العالمية.[37]

أكد ألبرتو أكوستا، الخبير الاقتصادي الإكوادوري والوزير السابق للطاقة والمناجم، على النمط التراكمي الاستخراجي ويعتبره آلية للنهب الاستعماري والنيو استعماري. وبدلا من الاستفادة من الموارد الطبيعية، تعاني الدول التي حظيت بنعمة الموارد من ازدياد التربة وليس النفط والفقر والبطالة، والتلوث، وضعف الزراعة، والقمع. [38]

يكتب والدن بيلو من الفلبين مقالا معنونا ويجادل بأن انتشار الرأسمالية قد تسبب في الحرق المتسارع للوقود الأحفوري وفي الإزالة السريعة للغابات، مسرعا ظاهرة الاحتباس الحراري لكسر هذا المسار، نحن بحاجة إلى استهلاك منخفض، ونمو منخفض، ونموذج تنمية عادل يحسن من رفاهية الناس ويزيد من الرقابة الدمقراطية على الإنتاج.

 

  • البيئة والبحث عن العدالة

 في ظل التحدي العالمي الرأسمالي للطبيعة وزيادة التراكم الرأسمالي لدى الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وبالنظر إلى الفجوة الكبرى التي خلفتها المصانع والحروب واستهلاك الطاقة أدى إلى البحث عن إمكانات إلى أن تصير الطبيعة عادلة ومشفقة على هذا الإنسان البرغماتي الآداتي، فمادام الإنسان لم يشفق على الطبيعة، فكيف للطبيعة أن تشفق عليه؟ هل بإمكانها أن تعدل وهل لها الوعي في أن تصدر الأحكام والقرارات القاضية في أن ترحم الإنسان على الأرض؟ ماذا يكتنف وراء مصطلح العدالة من حيث موضعيته وايديولوجيته؟ ألا يفتح هذا الإشكال نوعا جديدا من الخطاب الساخر ضمن ترجمات الوعي الكبرى التي يفرضها المعجم الموسوعي الحربي الامبريالي الغربي؟

في ظل الحروب الأخيرة طرحت المسألة البيئية رهانات كبرى في التحول والتبدل ،وقد شهدت المخلفات والآثار الحربية على أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان تحديا ايكولوجيا عميقا أدى إلى تدمير البنية التحتية واستفزاز الطبيعة بشكل مقلق "  من هذا المنطلق، يظهر التأكيد على حماية البيئة الطبيعية من آثار التي يمكن أن تنجم عن الاحتلال، فالواقع الدولي شهد إلحاق أضرار الجسيمة بالبيئة الطبيعية في المناطق التي تشهد حروب نتيجة استعمال أسلحة متطورة ذات قوة تدميرية هائلة أو ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل مثل الأسلحة النووية التي من شأنها إحداث أضرار بالبيئة لا يمكن حصرها واحتواءها ولا يمكن إصلاحها."[39]

فأية عدالة يتكلم عنها المجتمع الدولي في ظل الانتهاكات الجسيمة للإنسان والأرض والمناخ؟ ولماذا الحديث عن مأسسة العدالة وفكرنتها في بيئات تعيش الانتهاكات الجسيمة من طرف من يروجون لهذه العدالة؟ ألا يعد هذا استخفافا وسخرية أكبر بمنطق الحياة والبقاء الدائم من طرف المركزيات الكبرى؟ وهل سيحقق هذا النوع من العدالة حقيقية بين أنواع البشر؟

لقد أكد جون رولزJohn Rawls)  ( أن العدالة الحقيقية هي التي تعترض على أي  استغلال مهما كان شكله ولونه ،إذا اعتبرنا العدالة هي الفضيلة الأولى للمؤسسات المختلفة في المجتمع والعالم ،وانتهاك هذا الدور هو انتهاك لمفهوم العدالة ذاتها، يقول رولز: "إن العدالة لا تسمح بالتضحيات المفروضة على بعضهم مقابل مجموع أكبر من المنافع يتمتع بها الأكثرية... لذا فالحقوق المصانة بواسطة العدالة ليست خاضعة للمقايضات السياسية أو للحسابات التفاضلية للمصالح الاجتماعية، والشيء الوحيد الذي يبيح لنا الخضوع لنظرية خاطئة، هو عدم وجود نظرية أفضل...إن الحقيقة والعدالة غير قابلين للتساوم."[40]

إن مصطلح "العدالة الإيكولوجية" صاغه كل من Low و Gleeson في عام 1998، ومن الواضح أن حركة الإيكولوجيا العميقة دعت إلى رفض التفوق البشري على الطبيعة، وهو في صميم فكرة العدالة بين الأنواع التي لها بعد رئيسي في أخلاقيات البيئة، واستخدم عدد من الحجج واسعة مختلفة من قبل الفلاسفة للمضي قدما في المطالبة بالتعويض عن الأخلاقيات البيئية غير التي تتمحور حول الإنسان، والتأكيد على أن الأمور غير البشرية من المفترض أن يتم تضمينها كمواضيع  لحركة العدالة.[41]

يصف غوها ومارتينيز ألير (1997) العدالة الايكولوجية على أنها "البيئة الفارغة" لمواطني الدول النامية وقادتها السياسيين. لقد ألقت هذه الحركة البيئية جميع أنواع الأسئلة الصعبة، وأحدثت تأثيراً خطيراً على اتجاه وطبيعة النظام الدولي على مدار السنوات الأخيرة. ونتيجة لهذه الحركة ، أصبح من غير المعقول أن يتجاهل أي سرد جاد للعلاقات الدولية  ذو الأبعاد الأخلاقية والمعنوية ،على عكس البيئة العميقة والاجتماعية، والتي ركزت  تداول العلاقات الاجتماعية والبيئية على المستوى الوطني.[42]

وفقا لهذا المنظور، فإن العدالة البيئية، هي المعاملة العادلة لجميع الناس بغض النظر عن العرق أو اللون أو الأصل القومي أو الدخل، فيما يتعلق بتطوير وتنفيذ وإنفاذ القوانين واللوائح والسياسات البيئية، إن العدالة البيئية هي الهدف الذي يجب تحقيقه لجميع المجتمعات والناس في جميع أنحاء هذه الأمة. وتتحقق العدالة البيئية عندما يتمتع الجميع، بنفس درجة الحماية من المخاطر البيئية والصحية، والوصول المتساوي إلى عملية صنع القرار، للحصول على بيئة صحية للعيش فيها.[43]

 إن التكلم في مسألة العدالة ،يقتضي تفكيك المعاني المتعددة لسياقها الثقافي من حيث أن  العدالة المناخية، عادة ما تنطوي على الاعتراف بالمسؤولية التاريخية للغرب الصناعي ، تسببه في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وتأخذ في الاعتبار اختلاف آثارها وعدم تناسب مستويات التصدي لها في البلدان والمجتمعات، وفقا لمحددات تشكلها لأبعاد الطبقة أو العرق أو الجنس، سواء من خلال إرث الاستغلال الاستعماري أو خلال الاستغلال الرأسمالي الحالي ،بالتالي فالعدالة المناخية في مفهومها الصائب تعني القطيعة مع الذي يحمي النخب السياسية العالمية، والشركات متعددة الجنسيات."[44]

أما العدالة البيئية فقد تحددت لاحتياجات المجتمع، حيث أن الزيادة المفلتة في إنتاج الغاز الأحفوري وتسربات الكربون المكثفة، من النتاج الصناعية  الخاضعة لإدارة الشعوب، تبين أنه لا يمكن فصل نتائجها السلبية، وتأثيرها على الناس، سواء من حيث الاستغلال أو من حيث الحروب المتدفقة على إفريقيا والمشرق العربي.[45]

تتحدى فاندانا شيفا افتراض أن التصنيع هو التقدم، كما تتحدى القيمة التي نضعها في ذلك، وتجادل بأن اعتادنا على الوقود الأحفوري أصبح حجر تفكيرنا، وتدعو إلى تحول ثقافي كجزء من عملية الانتقال في الطاقة إلى عصر ما بعد النفط في دمقراطية الكربون التي ترتكز على التنوع البيولوجي، يكون لجميع الكائنات حصة كربون عادلة، ولا يثقل كاهل أحد بحصة غير عادلة من التأثرات المناخية.[46]

وإذا طبقنا هذه التعاريف على الحروب والتجارب الحربية على دول العالم الثالث، لوجدنا أنها تتناقض تماما مع الخطوط البيئية التالية:

  • الظلم البيئي الوضعي: تكون فيه الحسنات البيئية (الأرض النظيفة والهواء والماء) مقابل السيئات البيئية (الأرض الملوثة والهواء والماء الملوثين)، موزعة بشكل غير عادل في إطار عدم المساواة القائمة أصلا سواء الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والوطنية، خاصة إذا ما استقرأنا حالة البيئة الفلسطينية، مقابل بيئة الكيان الصهيوني في نظام أبارتيد بيئي متطرف، يقضي تماما على الجذور البيئي لفلسطين.
  • الظلم البيئي الإجرائي: ويمكن أن يظهر من خلال الوصول إلى معلومات بيئية، تتقصى القرارات الصائبة في تتبع قضايا التلوث والتظلم البيئي، خاصة ما يتعلق بمسألة المياه، التي تعد مشكلة شاملة من خلال التظلم الصهيوني.[47]

إن استعمال الأسلحة المحرمة دوليا من طرف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، قد نقض كل اتفاقيات الخاصة بحماية البيئة بدليل: استخدام الكيان الصهيوني لليورانيوم المنضب في العمليات القتالية،امتلاك الكيان الصهيوني لمفاعل الديمونة الذي يفرز يوميا إشعاعات خطيرة أدى إلى تشويه البيئة الفلسطينية،امتلاك الكيان الصهيوني لطائرات مزودة برؤوس نووية جاهزة، ومعدة خصيصا لضرب الفلسطينيين في قطاع غزة، امتلاك الكيان الصهيوني لمصانع ملوثة أفرزت مواد سامة، قضت على الأخضر واليابس ولوثت المياه والهواء.كما ساهمت في انتشار أمراض السرطان والبلغم والبنكرياس والغدد وساهمت الإشعاعات النووية في تغيير الجينات وتدميرها ،ما أدى إلى ظهور التشويه الخلقي للأجنة.[48]

كما لم يختلف هذا المأزق عن تفجيرات فرنسا النووية في الجزائر عام 1958 والحرب في لبنان، والحرب الأمريكية على العراق، وحرب التحالف الدولي على سوريا، والتحالف الإماراتي السعودي على اليمن، فلم يختلف فيها الخطر البيئي عن الوضع البيئي الفلسطيني، فقد دمر الكيان الصهيوني والمحتل الأوروبي الأميركي المعادلة البيئية على مستوى الأرض والهواء والبحر والجينات، وكان لهذا التعدي نتائج وخيمة على جميع المستويات.

فكيف للغرب أن يتكلم عن عدالة البيئة في الوقت الذي تتدفق فيه الحروب وتتدفق فيه المنافسة الشرسة على امتلاك أسلحة الدمار الشامل؟ أية عدالة بيئية أو مناخية يطالب بها الغرب الرأسمالي الامبريالي في ظل عدم الرغبة في التراجع عن صناعة الأسلحة الفتاكة وعدم جنوحها عن الحروب وما الجدوى من اتفاقية المناخ الدولية[49] واتفاقيات الأمم المتحدة التي غطت إلى حد كبير على هذه التجاوزات، واختلقت لها ترسيمات وضعية مبررة بخطاب ساخري بشر برأسمالية متوحشة ستقضي على العالم بأكمله؟

 

خاتمة

إن استعادة أجزاء من تاريخ العلوم الاستعمارية لا تجعل من الممكن فقط وضع الحجج المتعلقة بما يسمى أسلوب التنمية المستدامة والرشادة البيئية الذي سيتم اختياره للمستقبل خارطة لطريق التعايش البيئي المشترك. ولكنه يجعل من الممكن أيضاً التعامل مع الإدراك المتأخر للنقاش الدائر حول أصل الصعوبات المصادفة لبيئتنا. لذلك يجب التخلص من الإرث الاستعماري كإرث تفاقمت ايديولوجيته اليوم من قبل ديكتاتورية اقتصادية نيو ليبرالية.

  إن السياسة  حول البيئية في الوضع الراهن تستدعي النقاش الجاد لدول العالم الثالث، لأن الرغبة في تسييس قضايا البيئة ومراجعة الأولويات القصوى والدنيا، ستترتب آثاره على مشروع التنمية المستدامة الذي تم هيكلته من طرف نيوليبراليين، يستدعي رفض الكثير من المفاهيم المموضعة، كالسياسة البيئية، والحوكمة البيئية، والعدالة البيئية، والعدالة المناخية لأن التحدي الذي يفرضه علم البيئة لم تستطيع اتفاقيات المناخ من الإجابة عنه،بل قزمت من المحتوى الأخلاقي لتطرفها الاقتصادي ونتائجه الوخيمة على مستوى تضاعف الكربون والغاز الأحفوري.

إن السياسات المناخية قد تعمدت تجاهل العلاقة الحميمية بين الإنسان والطبيعة، واتجهت صوب ايكولوجية ضحلة، أدت إلى تفاقم الضرر البيئي وزيادة الانقسامات الطبقية، التي همشت الإنسان وأخلته في موت أزلي، كانت الإبادات الجماعية وما يسمى "الحروب العادلة" محور فناءه، وقد اقترح الفيلسوف Naess   الترابط بين البيئة العميقة والجنس البشري وإيكولوجيتها. لأن الهدف المركزي هو أن البشر جزء من الطبيعة وليسوا منفصلين عنها. نفس القدر من المركزية هي فكرة أن الطبيعة لها قيمة جوهرية أو متأصلة في الإنسان، لذا ترفض الإيكولوجيا العميقة هيمنة البشر على الطبيعة، كما يقترح أن من الأفضل أن يكون احترامنا عميقا (للطبيعة)، أو حتى تبجيلها حتى نتمكن من المحافظة على المجال الحيوي. الذي يستدعي التكيف مع جذوره الأصلية وليس التكيف مع التغير الذي تفرضه سياسات المناخ الكبرى.

اكتست البيئة في إطارها العام،ذلك الانبثاق الجديد لمحصلة القيم والتاريخ و الفلسفات والمرجعيات والإيديولوجيا ،وقد جعلت الحقيقة الإنسانية العامة مشوهة و المعتوهة، تقف عند هذا نوع من الحدث استفهاما في أن الأمر الأخلاقي والسياسي قد حسم لوجهة معينة في ذلك الفعل التاريخي لحقلي الثقافة والتاريخ البشريين ،وإذا كان هذا النوع من الفلسفة  البيئية يقتضي سلطة تأويلية خاصة، فإن ما ينم عن أي وضع في العالم يريد الخلاص من وضع آخر مضادـ، يستدعي النظر في مجالات علاقات القوى بين الأطراف العمومية للدول، حيث تستحضر العقائد والإيديولوجيات والقيم والفلسفات، لتأسيس  بيئة تاريخية محددة محسومة النتائج والمصالح، في حركة كون جديدة، إما أن تنهيه لمصلحتها، أو تخرج حينها خارج تاريخها وتاريخ العالم.

  هذا ما يجرنا إلى الحديث عن القيم الحضارية الموسعة التي لا تستحضر منطق الجنوب والشمال، والشرق والغرب، والأنا والآخر، وإنما يركز بالأساس على تدويل الحق الإنساني العام كتمحور قاعدي، لا ينفصل عن رغبة أي تكتل بشري على مسرح الكون في أن يتمتع بحقوقه، ويطمح إلى تحقيق أحلامه، ليست الأحلام النووية والحروب العادلة، وإنما الأحكام الخلقية التي تستند إلى الإرث الجمالي  القبلي والبعدي لمحك التجربة الكونية الكبرى مصداقا لقوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ." سورة الحج:63.

 

الهوامش

* الدكتورة جويده غــانم، أســتاذ محاضــر(أ) بجامعــة البويــرة قســم الفلســفة، بالجزائر، وحاصلة على الدكتــوراه في الفلســفة مــن جامعــة عبــد الحميــد مهــري بقســنطينة في الجزائر. وهي خبـيـرة لدى مجلــة الدراســات الفلســفية للجمعيــة الفلســفية الجزائريــة وعضــو في فرقــة بحــث علــى مســتوى وزارة التعليــم العــالي والبحــث العلمــي الجزائــرية منذ عام 2015. شــاركت في أبحــاث ضمــن كتــب جماعيــة مــن بينهــا: مطارحــات العقلانيــة (قــراءات في فكــر وفلســفة علــي حــرب) دار الاختــلاف (الجزائــر) الطبعــة 2016. عندمــا تصنــع الروايــة الامبراطوريــة، الجمعيــة الفلســفية الجزائريــة 2010، وفلســفة الذبيــح في مورفولوجيــا النبــي والــولي صــادر عــن دار ضفــاف 2018. إضافــة إلى المشــاركات العلميــة في مؤتمــرات دوليــة كثيرة ولها دراســات منشــورة في مجــلات دوليــة مــن بينهــا: الرؤيــة النقديــة الاستشــرافية للكولونياليــة ومابعدهــا بــن شــكيب أرســلان وإدوارد ســعيد مجلــة تبــن (مركــز الدراســات والسياســات قطــر) والــرق والعبوديــة في الســياق التهجينــي للكولونياليــة وما بعدهــا ضمــن مجلــة جامعــة الســليمانية بكوردســتان العــراق.

[1]Jasonw Moore: Ecology  Imperialism, Monthly Review, June 2003, p. 58.

[2]  إدوارد سعيد: الثقافة والامبريالية، ترجمة: كمال أبو ديب، دار الآداب، بيروت، لبنان، ط 4، 2014م، ص76.

[3] بيل أشكروفت وآخرون: دراسات مابعد الكولونيالية (المفاهيم الرئيسية)، ترجمة: أحمد الروبي وآخرون، تقديم: كرمي سامي، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ط 2010، مج1، ص 150.

[4] Richard H. Grove: Green Imperialism Colonial Expansion, Tropical Island Edens and the Origins of Environmentalism, 1600-1860, Cambridge University Press, p. 487.

[5]  تم استخدام كلمة "علم البيئة " ecology لأول مرة في عام 1858 من قبل عالم الطبيعة الأمريكي هنري ديفيد ثوروHenry David Thoreau، إرنست هيكErnst Haeckel في عام 1866. منذ ذلك الحين، شهد مفهوم الإيكولوجية تطورًا مزدوجًا: أحدهما في المجتمع المدني والحركة الاجتماعية الإيكولوجية، والآخر داخل الأوساط الأكاديمية كنظام علمي ينظر:

Paul Elliott Little: Political Ecology as Ethnography: A Theoretical and Methodological Guide, University of Brasilia – Brazil Horiz. antropol. vol.3 no.se Porto Alegre 2007, p. 2.

[6] Tom Griffith: Is Ecology and Empire (Towards an Australian history of the world), p. 1.

[7] Ibid., p. 6.

[8] Joseph Murphy: Environment and Imperialism: Why Colonialism Still Matters, p. 6.

[9] Grove, op. cit., p. 7.

[10] Ibid., p. 485.

[11] Ibid., p. 6.

[12] Moore, op. cit., p. 58.

[13] Anis Alam: Science And Imperialism, Reace,1978, p. 284.

[14]  بيل أشكروفت وآخرون، مرجع سابق.

[15]  هل يستطيع الغرب أن يؤسس مستعمرات فضائية خاصة في الاهتمام الأخير بكوكب المريخ وهل تنتقل شعوب الأرض إليه؟

[16]  محمد رامي عبد المولى: اقتصاد الجزائر المستعمرة (الحقيقة الكولونيالية في الجزائر) عرض لكتاب محمد هني نقلا عن جريدة السفير العربي.

[17] Grove, op. cit., p. 486.

[18]  Peder Anker: The Ecological Colonization of Space, Environmental History,10 April 2005, p. 240.

[19]Ibid., p. 1.

[20] Ibid., p. 240.

[21]Ibid.

[22]  هل يستطيع الغرب أن يؤسس مستعمرات فضائية خاصة في الاهتمام الأخير بكوكب المريخ وهل تنتقل شعوب الأرض إليه؟

[23]Martin Mahony, Georgina Endfield: Climate and Colonialism, Article submitted for publication in WIREs: Climate Change, p. 9.

[24] Pierre Duvergé:  Le Service Météorologique Colonial, La Météorologie 8e série - numéro spécial –Avril 1995, p. 47.

[25] أكد كل من لينين وماجدوف على دور الاستثمار في المواد الخام في العالم النامي من أجل التصنيع الرأسمالي في البلدان الأساسية. ومع ذلك، هناك عدة أسباب لجعل البعد الإيكولوجي في الخطاب المتعلق بالإمبريالية أكثر وضوحًا. ينظر:

Mariko Frame: The Neoliberalization of Nature: The Highest Stage of Ecological Imperialism, p. 2.

[26] Chukwumerije Okereke and Mark Charlesworth : Environmental and Ecological Justice, Central Archive at the University of Reading, p. 2.  

[27] حمزة حموشان وميكامينيو بالويللو: الثورة القادمة في افر يقيا (الكفاح من اجل العدالة المناخية)، ترجمة: عباب مراد، الناشر: مؤسسة روزا لوكسمبورغ، مؤسسة بلاطفورم لندن، وعدالة بيئية شمال أفريقيا، ط1 مارس،2015م، ص17.

[28]  آنيا لومبا: الكولونيالية ما بعدها، ترجمة: باسل مسالمة، دار التكوين، دمشق، سوريا، ط1، 2013م، ص91.

[29] Murphy, op. cit., p. 25.

[30] أول فكرة لظهور الاهتمام بالبيئة والتنمية المستدامة أنشئ ما أطلق عليه بنادي روما سنة1968 أهم نتائجه: أنه سيحدث خللا خلال القرن الواحد والعشرين، بسبب التلوث واستنزاف الموارد الطبيعية وتعرية التربة وغيرها، نشر نادي روما تقريرا مفصلا حول تطور اﻟﻤﺠتمع البشري وعلاقة ذلك باستغلال الموارد الاقتصادية، في سنة 1972 عقدت قمة الأمم المتحدة حول البيئة في ستوكهولم، حيث   عرض مجموعة من القرارات الخاصة بالتنمية الاقتصادية وضرورة الترابط بين البيئة والمشاكل الاقتصادية. وطالبت الدول النامية بأن لها الأولوية في التنمية إذا أريد تحسين البيئة وتفادي التعدي عليها، وبالتالي ضرورة تضييق الفجوة ما بين الدول الغنية والفقيرة، في سنة 1982 وضع برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقريرا عن حالة البيئة العالمية، وكانت أهمية التقرير أنه مبني على وثائق علمية وبيانات إحصائية أكدت الخطر المحيط بالعالم، وأشار إلى أن أكثر من 25 ألف نوع من الخلايا النباتية والحيوانية كانت طريقها إلى الانقراض، في 27 ابريل 1987 قدمت اللجنة الدولية للبيئة والتنمية التابعة للأمم المتحدة تقريرا بعنوان:"مستقبلنا المشترك" الذي عرف بتقرير( بورتلاند) حيث أظهر التقرير فصلا كاملا عن التنمية المستدامة، وتم بلورة تعريف دقيق لها، وأكد التقرير على أنه لا يمكننا الاستمرار في التنمية ﺑﻬذا الشكل، ما لم تكن التنمية قابلة للاستمرار، ومن دون ضرر بيئي. ينظر: عماري عمار: إشكالية التنمية المستدامة والكفاءة الاستخدامية للموارد المتاحة، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، وأبعادها، المؤتمر العلمي الدولي الأول، أيام 7-8 أفريل2008م، ص 2.

[31]  يقصد بالرشادة البيئية أو الحوكمة البيئية كيفية تعامل اﻟﻤﺠتمعات مع المشكلات البيئية، كما تعني التفاعل بين المؤسسات الرسمية والفواعل اﻟﻤﺠتمعية من أجل تحديد هذه المشكلات والتصدي لها، إضافة إلى الطريقة التي تصل من خلالها القضايا البيئية، إلى الأجندة السياسية وطرق وضع السياسات والبرامج البيئية وتنفيذها، ينظر:

Kazu Kato Yohei Harashima: Improving Environmental Governance in Asia Synthesis of Nine Country Studies, p. 3.

[32]Nigel O.M. Brisset: Education for Social Transformation (EST) in the Caribbean : A Postcolonial Perspective, Clark University, Worcester, SA, Journal Education Science, Published: 12 November 2018, p. 3.

[33] Grove, op. cit., p. 25.

[34]Ghlbuetin Bulletin: Colonialism, Post Colonialism, and the Environment, University of Copenhagen, Conference at the GHI, May 5–6, 2006 No. 39 (FALL 2006) p. 173.

[35] Ibid., p. 2.

[36] Raymond L. Bryant: The International Handbook of Political Ecology, p. 118.

[37]Ibid.,  p. 119.

[38]  حمزة وميكامينيو، مرجع سابق، ص 17.

[39]  أمحمدي بوزينة أمنة: مسؤولية اسرائيل عن الانتهاكات الجسيمة التي تلحق بالبيئة الطبيعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والانسانية، كلية الحقوق والعلوم الانسانية، قسم العلوم الاقتصادية والقانونية، جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف، عدد 20، جوان 2018 م، ص226.

[40] جون رولز: نظرية العدالة، ترجمة: ليلى الطويل، وزارة الثقافة، الهيئة السورية العامة للكتاب، دمشق،2011م، ص31.

[41]David Schlosberg : Three Dimensions of Environmental And Ecological Justice, p. 12.

[42] Ibid., p. 16.

[43] Ronald Sandler and Phaedra C. Pezzullo, Environmental Justice and Environmentalism, Massachusetts Institute of Technology, 2007, p. 29.

 [44]  حمزة وميكامينيو، مرجع سابق، ص 14.

 [45]  المرجع السابق، ص 15.

[46]  المرجع نفسه، ص 17.

[47]  بنيامين بونتين وآخرون: الظلم البيئي في الآراضي الفلسطينية المحتلة (القضايا والآفاق) ترجمة: كارول خوري، تحرير: سفنيا أوبيرندير، فلسطين، مؤسسة الحق،2015م، ص 6-8.

[48]  أمحمدي، مرجع سابق، ص 227.

[49] مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992 وتعمل الاتفاقية على تطوير أطر عامة لتنسيق الجهود الحكومية الدولية في مواجهة أسباب وتأثيرات تغير المناخ، وتحدد الاتفاقية التزامات ومبادئ وأهداف مختلفة للدول الموقعة عليها حسب درجة تقدمها الاقتصادي، في مجالات الطاقة ومستوى انبعاث غازات الدفيئة لديها، وحث الدول الصناعية الغنية على تعديل سياسا، وتقليل انبعاث الغازات الدفيئة وتقديم نموذج ايجابي في كيفية حماية البيئة العالم. ومؤتمر كيوتو لتغير المناخ لعام 1997 أدت المفاوضات الدولية حول تغير المناخ إلى إعلان بروتوكول كيوتو لتغير المناخ عام 1997 ليكون إطارا قانونيا ملزما لتقليل انبعاث غازات الدفيئة، وطور البروتوكول آليات جديدة لتعبئة الموارد المالية، وتشجيع الدول النامية على تخفيض انبعاثه، من نتائجه.

- تصميم وتنفيذ برامج وطنية للتخفيف من آثار التغير المناخي.

- تعزيز آليات رصد آثار التغير المناخي واستراتيجيات الاستجابة

انظر محمود علي: القضايا المشتركة والتقاطعات بين الاتفاقيات البيئية الدولية وأولويات بناء القدرات الوطنية، وزارة البيئة في سوريا بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية، ص24-25، أوت، 2007.

Post your Comments

Your email address will not be published*

Add new comment

Restricted HTML

  • Allowed HTML tags: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • Lines and paragraphs break automatically.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.