CILE
#CILE2018 Key Message

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى أنبياء الله ورُسله أجمعين

 

تناول مؤتمر مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في نسخه السابقة طائفةً متنوعة من القضايا المعاصرة ذات الصلة بالأخلاق في مجالات الفنون والسياسة والاقتصاد وقضايا الرجل والمرأة والهجرة وحقوق الإنسان والطب الحيوي. وقد شارك في هذه المؤتمرات فقهاءُ وباحثون وأكاديميون بارزون من شتى دول العالم ومن مختلف التخصصات الأكاديمية والمشارب الثقافية للتباحث بشأن هذه القضايا. وينعقد المؤتمر السنوي الدولي لمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق هذا العام تحت عنوان "الخطاب الديني في الحيز العام: الواقع والمبادئ".

وتنبثق أهمية موضوع المؤتمر من حقيقة مفادها أن الأديان والخطاب الديني، على ما يكتنفهما من تنوع وتشعب بالغين، يتزايد أثرهما بشكل ملحوظ في الحياة العامة. وعلاوة على ذلك، فقد أحدثت وسائل الاتصالات والمعلومات الرقمية أثرًا عميقًا في الاعتقاد والخطاب والتطبيق الديني، وأفرزت صورًا جديدة من الاعتقاد الديني وديناميات الممارسة الدينية تتجاوز الحدود التقليدية المتعارف عليها. كما تغيّر الحيز العام تغيرًا هائلاً في العصر الرقمي؛ إذ أحدثت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووسائل الإعلام الاجتماعي تحولاً جذريًا في طبيعة هذا الحيز وإطاره، فجعلت منه حيزًا مفتوحًا لا تحصره حدودٌ جغرافية وتنعدم فيه سلطة الدولة أو تكاد. ومن ثمّ بات الخطاب الديني بمرجعياته التقليدية، إلى جانب التصور الراسخ قديمًا عن الحيز العام وماهيته، في مواجهة تحديات جسيمة تضعهما على المحك وتثير حولهما الكثير من التساؤلات والقضايا الشائكة.

يتسم واقع الخطاب الديني والحيز العام، سواء في الماضي أو في الحاضر، بأنه واقع غاية في التعقيد والدينامية. ويرى كثير من الفقهاء والباحثين أن المبادئ الحاكمة للخطاب الديني في الحيز العام تتأثر تأثرًا بالغًا بثلاثة عوامل رئيسية: السياسة والمال والإعلام. ومن ثمّ يجدر بنا توجيه مزيدٍ من البحث والدرس والاستقصاء صوبَ استيعاب المفاهيم والتفاعلات بين الخطاب الديني المعاصر والحيز العام والواقع والمبادئ من جانب، والكيفية التي تسهم بها وسائل الاتصالات والمعلومات الرقمية في صوغ ملامحها من جانب آخر. وفي القلب من ذلك كلّه يظلّ المنظور الأخلاقي عنصرًا جوهريًا تظهر تجلياته بالدرجة الأولى في تجسير الهوّة بين الواقع والمبادئ، وفي الحيلولة دون نفاذ تأثيرات قوى السياسة والمال والإعلام.

ومن هذا المنطلق، وُجّهت الدعوة لكوكبةٍ من الفقهاء والعلماء والباحثين والخبراء من شتى التخصصات العلمية التي تتضمن الدين والفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والعلوم السياسية والإنسانيات، للتحاور والتفكر حول الموضوع الرئيسي للمؤتمر والقضايا المتعلقة به، حيث يعرضون بحوثهم ويناقشون ما توصلوا إليه من نتائج ونظريات ومنهجيات، وذلك في أجواء تشاركية مفعمة بالتبادل الفكري.

وتنتظم الرسالة الجوهرية لمؤتمرنا في ثلاثة محاور:

  • مناقشة المسائل النظرية والمنهجية المهمة والمتعلقة بمغزى الخطاب الديني في الحيز العام وما يرتبط به من نطاقات وتحديات وديناميات ومكامن قوة وواقع ومبادئ ودراسات حالات، مع التركيز بشكل خاص على معطيات العصر الرقمي.
  • تيسير التبادل البحثي الأكاديمي والتحاور الفكري بين الفقهاء والعلماء والباحثين من جهة، وجمهور الحضور من جهة أخرى، وذلك حول الموضوعات والقضايا محل النقاش.
  • الإسهام في إثراء المعرفة الموضوعية وتعزيز الفهم لأبعاد الظواهر المعاصرة الناشئة من منظور أخلاقي.

كما يتبنى المؤتمر رؤية واسعة وطموحة لتناول موضوعه الرئيسي وفق مقاربة متعددة التخصصات، وسوف يحرص على إشراك الفقهاء والعلماء والباحثين والخبراء إلى جانب الجمهور في تحقيق هذه الرؤية عبر الحوار وجهًا لوجه، ومن خلال البثّ الحيّ على الإنترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وعبر وسائل الإعلام الاجتماعي. ومن المقرر أن يضم المؤتمر الدولي السنوي لمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في نسخته السادسة جلستين لخطابين رئيسيين يلقيهما ضيفان بارزان، وسوف تعقب كلاً منهما جلسةٌ للنقاش المفتوح. كما سيتضمن المؤتمر عقد حلقتين نقاشيتين موضوعيتين تستمر كلٌّ منهما لساعتين وتشتمل على 4 عروض تقديمية. (يرجى الاطلاع على التفاصيل في برنامج المؤتمر لمعرفة التوقيتات بدقة).

نأمل أن تجدوا النفع والفائدة فيما سيشهده المؤتمر من نقاشاتٍ وحوارات، وأن تكون مشاركتكم مثمرة ومحفزة.

Tags

أضف تعليقاتك

Your email address will not be published*

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.